من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أعلام الطريقة الرحمانية العزوزية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أعلام الطريقة الرحمانية العزوزية. إظهار كافة الرسائل

ترجمة الشيخ العارف بالله سيدي محمد المدني ابن عزوز البرجي

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة أهل السموات والأرضين عليه اجري يا ربي لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين


303 - محمد المدني ابن عزوز: هو المدني بن أحمد بن إبراهيم بن عزوز البرجي¹ التونسي الخلوتي شيخ الشيوخ بالمملكة التونسية والجزائرية، العلامة الصوفي النفاعة المتوفى عام 1285، وقفت على إجازته العامة من الشيخ السنوسي، لقيه بمكة وأجاز له ولأخيه محمد الصغير ابن عزوز بعدما سمعا عليه الأوائل العشرة وأضافهما وصافحهما، ومن الشيخ عبد الله أبي المعالي السناري المصري بفهرس الأمير وكتب له على ظهرها، ومن البرهان الباجوري وهي أيضاً عامة، ومن الأخوين محمد وأحمد المرزوقيين المكيين بما في فهرسة شيخها الأمير عنه، ومن مصطفى بن الكبابطي الجزائري إجازة بالصحيح عام 1264 عن شيخه بن الأمين عن الصعيدي، ومن علي أبي سالم ابن محمد ابن عبد المؤمن بن إبراهيم بن عزوز البرجي حسب روايته للفقه المالكي ومختصر خليل عن شيخه المبروك بن عزوز عن الفاضلين الخضر ومحمد وهما عن موسى الجمي عن عمر عن الخرشي والرزقاني بأسانيدهم.

استفدت ما ذكر من نصوص إجازات السبعة المذكورين للمترجم من مجموعة ولد المترجم العالم الناسك المسند الرحال أحمد الأمين لما لقيته بمالطة، وأوقفني على أعيانها وما كتبه شاعر الجزائر الشيخ عاشور الخنكَي في آخر ديوانه من كون المترجم يروي عن الأمير الكبير وما في نقده لفخر القطر الجزائري ونادرته الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي من أنه إنما روى عن الأمير الصغير كله وهم، بل لم يروِ لا عن الأمير الكبير ولا عن الصغير وإنما أخذ عن تلاميذهما، وما في " عمدة الإثبات " في تردده في روايته عن الباجوري كله في غير محله.

أروي ما للمذكور عن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن كثير من أصحابه عنه.ح: وأخبرنا ولده الشيخ أحمد الأمين بن المدني عن إبراهيم بن الحاج أحمد الشابيح إجازة له عام 1303 والمختار بن الخليفة الأحدابي الجزائري كلاهما عن الشيخ المدني حسب إجازته لهما عامة، وأروي ما له عالياً عن آخر تلاميذه شاعر آل البيت المعمر المشارك الشيخ عاشور الخنكَي القسمطيني إجازة شفاهية ببرج بوعريرج بالجزائر وهو آخر تلاميذه مطلقاً.

مصدر الترجمة:

فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لـ: سيدي عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني ج² ص: 550 – الطبعة الثانية – 1402هـ / 1982م، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان.


هوامش:

¹
- البرجي نسبة إلى بلدة برج بن عزوز إحدى بلديات ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي الجزائري، من أهم روافد تاريخ منطقة الزيبان التي ساهمت بفاعلية في صناعة تاريخ الجزائر ومجدها الحضاري عبر العصور، وقد كانت تسمى قبل قرون مصر الصغيرة لما أنجبته من علماء في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية، والتي يوجد بها مقام وضريح الولي الصالح سيدي محمد بن عزوز الذي سميت البلدة باسمه، صاحب الطريقة الرحمانية العزوزية المشهورة.
تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ سيدي المبروك بن العلامة سيدي محمد بن عزوز البرجي


المسجد العتيق - الدشرة برج بن عزوز-

-01) أولا:

تعريف بمدينة الأغواط

- مدينة الأغواط هي إحدى المدن الجزائرية المتوسطة الحجم تقع في قلب الجزائر، تحتوي على الكثير من الخيرات تشتهر بالنخيل وببساتينها الضاربة في جذور التاريخ وأهل الأغواط من أشد الناس كرما، تتميز المدينة بطابعها العربي الأصيل الذي يعود إلى مؤسسي المدينة العرب الهلالين خلال العصور الوسطى في القرن الحادي عشر للميلاد، فرغم محاولة المستعمر الفرنسي تغيير طابع المدينة على غرار مدن عديدة في شمال البلاد إلا أنه لم يفلح لحسن الحظ وأخيرا وبعد محاولات عديدة قرر أن يجعلها منطقة ذات حكم عسكري فاكتفى ببناء الثكنات وحسب.
تشتهر المدينة باحياءها القديمة كزقاق الحجاج، القابو، الصوادق، الزبارة، قصر البزائم، قصر الفروج، الشطيط، المقطع، القواطين، الضلعة، زقاق الطاقة وباب الربط، بالإضافة إلى ساحتها الشهيرة رحبة الزيتون وجنان البايلك، وكذا أحياءها العريقة كالمعمورة، وسط المدينة -البلاد- الواحات الشمالية، المقام وأحياء المصالحة، الوئام.

- تاريخ المدينة:



- تعود نشأة الأغواط إلى عصور قديمة جدا كما تبينه بعض الرسومات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الممتدة بين 09 إلى 06 آلاف سنة قبل الميلاد وهي موزعة بين البلديات وأثار سيدي مخلوف، الحصابية، الميلق، الركوسة، الحويطة. فالمعطيات المناخية والنباتية والتضاريسية للأغواط مثلما ساهمت في تواجد الإنسان ما قبل التاريخ فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة وهذا ما تبينه البناءات الأثرية من العهد الروماني والبزنطي، اتخذت كتحصينات وأبراج المراقبة للاقتفاء أثر بعض الحركات المناوئة لها من نوميديا أو بيونوليا (التسمية الجغرافية للجنوب في التاريخ القديم) في كل من تاجموت والحويطة.

المصدر: الموسوعة الحرة - وكيبيديا -

-02) ثانيا:

- ترجمة الشيخ سيدي المبروك بن الشيخ العلامة سيدي محمد بن عزوز البرجي:

هو الشيخ العارف بالله سيدي المبروك بن الولي الأكبر والقطب الأشهر سيدي محمد بن عزوز البرجي قدس الله سره، أحد أئمة الأولياء الأصفياء وينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.


ولد رضي الله عنه في شعبان سنة 1231هـ الموافق لـ 1815م ببلدة (البرج) القريبة من مدينة طولقة (ولاية بسكرة) نشأ على أحسن حال وأكمله، في أسرة شريفة تنتمي إلى أطيب الأعراق من صفات الكمال ، وسنا الحسب ،متينة الصلة بالدين والعلم تربى في حجر والده الولي الصالح الشيخ سيدي محمد بن عزوز البرجي ثم تولى تربيته أخوه سيدي التارزي بعد وفاة والدهما.


ضريح ومقام سيدي عبد القادر 1-الأغواط-

استظهر القرآن الكريم في سن مبكرة ثم اشتغل بطلب العلم من فقه وتفسير، والحديث، وفنون اللغة العربية وعلم الكلام عن أخيه العلامة الجليل الشيخ التارزي- دفين المدينة المنورة- أخذ الورد الرحماني عن الشيخ علي بن اعمر بوصية من أبيه وتم سلوكه على يده، وكان رضي الله عنه حسن الخلق، حلو الكلام شديد الحياء والتواضع، كريما جوادا، محبا للأمن والسلام، مقصودا لحل المشاكل آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مستجاب الدعاء مستمسكا بالكتاب والسنة على نهج السلف الصالح، وأوقاته كلها معمورة بالطاعة من صلاة، وذكر، وقراءة، وزيارة الأخوان، لا يدع التهجد بالليل بابتهال وتضرع لمولاه سفرا وحضرا، محبوبا مبجلا عند الخاصة والعامة، وفي هذه الفترة من حياة الشيخ كانت المقاومة المسلحة على أشدها ضد الغزو الاستعماري التوسعي على الشريط الجنوبي الشرقي لبسكرة، وكان من بين قادتها أخوه خليفة الأمير عبد القادر بالمنطقة الشيخ الحسن بن عزوز، وقد واجه الفرنسيون بشدة و قساوة سكان هذه المناطق، وأسرة الشيخ سيدي محمد بن عزوز على وجه الخصوص، وهذا ما جعل أفرادها يهاجرون إلى مناطق بعيدة وآمنة، فرحل سيدي التارزي إلى المدينة المنورة، وسيدي مصطفى إلى نفطة (تونس)، وسيدي المبروك إلى ورقلة لينتقل بعدها إلى الأغواط وذلك سنة 1850م، وهناك أسس زاويته المعمورة على تقوى من الله ورضوان لتصبح ملتقى لطلابها وأحبائها يجتمعون على ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، ومأوى للفقراء والمساكين والمحتاجين.



وكان رضي الله عنه من أعيان مشايخ الأغواط وإماما بالمسجد العتيق وأول من أظهر شموس الطريقة الرحمانية بالأغواط، وتخرج على يده ما لا يحصى عدده من الطلبة حفظة القرآن الكريم، وانتمى إليه من المقاديم والمريدين والأتباع جمع غفير من عدة نواحي، نذكر منهم :
عرش المناصير الخوالد (بالغيشة) وعرش الحمازة (بآفلو)، وعرش رحمان(بقصر الحيران) وعرش المخاليف (بالأغواط)، وأولادنائل(بالجلفة).



صورة لبعض شيوخ زوايا مدينة الأغواط - الجزائر-

وكانت وفاته رضي الله عنه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ثالث رجب سنة 1305هـ الموافق لـ: 1886م وحضر جنازته جمع غفير من الناس كادت الشوارع والساحات أن تضيق بهم، ودفن يوم الجمعة بزاويته، نفعنا الله ببركاته، وجعل الجنة متقلبه ومثواه - آمين-.



ضريح ومقام سيدي عبد القادر2 -الأغواط-

ولما بلغ خبر وفاته مسامع أخيه سيدي محمد بن عزوز قدم من القيروان صحبة ولده المختار فنزلا بالأغواط يوم الثاني والعشرين من ذي القعدة من نفس السنة ولما وقف بضريحه المنور, قدس الله سره أنشد رضي الله عنه هذه الأبيات:

هذا ضريح قد بدا من نوره *** شمس المعارف في العوالم ظاهرة
قد طال ما نال الرضا من ربه *** ودموع عينيه بالبكاء ساهرة
قد كان كهفا للأنام و ملجأ *** ويداه بالفضل الجميل عاطرة
نجل ابن عزوزالمربي المرتضى *** ملجأ الخلائق في الدنيا والآخرة
يازائرا للقبر قف متأدبــا *** لأن له من المعالي الفاخــرة

وقد ترك رحمه الله سبعة أولاد كلهم على الخير والبركة والصلاح والفلاح وهم:

محمد الأخضر, عبد الحفيظ , و الحاج عبد القادر, و عمر دفين , الغيشة , ومحمد و الشيخ الأزهري، ويعد الشيخ الأزهري من أبناء الزوايا الناهضين في عصره فكان ذا أخلاق حسنة، وحكمة ومعرفة، وكرم وبذل في سبيل الخير، أسس زاوية بعد توليه المشيخة في منطقة تسمى، (الحطيبة) قرب الأغواط فكانت زاويته ملجأ للفقراء والمساكين واليتامى والأرامل يعيشون في كنفها معززين مكرمين، وكان رحمه الله آية في الطب والجراحة والحكمة، وله نظام عجيب في تركيب الأدوية واستعمالها واشتهر في علاج كثير من الأمراض المستعصية والعلل المخوفة، وهذا ما يؤكد أن نشاطه لم يكن ليقتصر على الجانب الديني فحسب بل تعدد ليشمل جوانب أخرى إنسانية خدمة للدين والدنيا معا واستفاد بصحبته غير واحد من أخلص تلاميذه في الطب والحكمة، وكانت وفاته - رحمه الله- سنة :1951م، تغمده الله برحمته الواسعة ونفعنا ببركة الجميع أهـ.

نقلا عن حفيد المترجم له الشيخ الحاج عزوزي تارزي.
تكملة الموضوع

ترجمة سيدي نفطي بلخير شيخ الزاوية الرحمانية ببلدية عمورة



نشأة الزاوية الرحمانية لبلدية عمورة :

تعـود نشــأة الزاويــة الرحمانية لبلدية عمورة إلى سنة 1875م ، من قبل شيخها "سي بلْخير النفطي " المؤسس الأول لها .

01) نبذة عن حياة الشيخ سي بلخير النفطي قدس الله سره:

هو العارف بالله الشيخ سيدي نفطي بلخير بن عبد الله بن النفطي العموري نسبة ومولدا، مؤسس وشيخ الزاويــة الرحمانية بعمورة تلميذ الشيخ سيدي المختار بن عبد الرحمان شيخ زاوية أولاد جلال، حيث درس في هذه الزاوية آخذا أمور الدين من علمائها ومشايخها، وبعدها عين فيها مدرسا ومعلما للقرآن الكريم وأصول الدين، ثم رجع بعـدها إلى مسقط رأسه عمـورة أين أسس زاويته الرحمانية التي تقوم على منهاج واحد وهو قراءة القرآن وتعليمه، وكذا تدريس العلوم الديـنية من فقه وتفسير وسيرة وحديث … ، كما كان الشيخ رحمه الله تعالى يشرف على شؤون الزاوية و شؤون العامة حيث يعد الأب الروحي والمصلح في الوقت نفسه … إلى جانب هذا كله فلقد كانت الزاوية مأوى للفقراء والمساكين وأبناء السبيل…

***

وفاته:

بقي الشيخ سي بلخير على هذه الحال يرشد الناس ويحثهم على أعمال البر شأنه في ذلك شأن شيوخه ، إلى أن وافته المنية سنة 1920م تاركا ورآه آثارا قيمة من العلم والعلماء، له إجازتان الأولى من شيخه المذكـور آنفا و الثانية من الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي شيخ زاوية الهامل ببوسعادة.

مؤلفاته:

له تآليف كثيرة في الفقه والشعر الفصيح والملحون ومن هذا الأخير نذكر له هذا المقطع من إحدى قصائده التي تكلم فيها عن حال الدنيا ومآلها وكيف يجب للعاقل أن يتعامل معها حيث يقول :

لا تقنط لوكان مشدود بحدة *** ولا تجهل لوكانك غادي جاني
لاتفرح لوكانك راكب عودة *** أُولاتزهى لوكان تلبس بالفاني
لاتعزمشي قامشي وحدة وحدة *** والشي سابق في علوم الرباني
اللي هي كاتبه تجيك لليدة *** وتجي من ذالبر ول لقصاني
وللي ميشي كاتبه إطيح من اليدة *** متوكل ديمه عليها شيطـاني

***

02) نبذة عن حياة الشيخ الولي الصالح سيدي محمد النفطي بن بلخير رضي الله عنه :

هو الشيخ سي محمد النفطي بن بلخير شيخ الزاوية الرحمانية بعد وفاة والده سي بلخير ، المولود بتاريخ خلال 1877م بعمورة تلقــى تعليمه الأول على يد أبيه سي بلخير حيث أتم حفظ كتاب الله ولمــا تاقت نفسه إلى العلوم أرسل به والده إلى زاوية الهامـــل بـ: بوسعادة ولايــة المسيلة ليستكمل تعليمه فيها ، ليعود إلى موطنه عمورة ليكمل مهام والده في تعمير الزاوية الرحمانية بالعلم ويتمثل في تدريس وتعليم كتاب الله تعالى وكذا العلوم الدينية من فقه وسيرة، كما كان للشيخ دورا كبيرا في حل بعض المشاكل بين الناس وإقام الصلح بينهم وله دور كبير في مشاركته في الثورة الجزائرية تمثلت في تخزين الأسلحة والمئونة بكافة أنواعها وحث وتوعية الناس على الجهاد ودعم المجاهدين بما يحتاجونه وهذا كان سببا في قصف الزاوية من طرف الاستعمار الفرنسي حيث دمرت عن أخرها مما أدى إلى حرق كل المؤلفات التي تركها شيوخ الزاوية ولم يبقى منها إلا الشيء القليل، كل هذا لم يمنع الشيخ سي محمد بن بلخير من مزاولة نشاطه حيث لجأ إلى الخيم فاتخذ خيمة له كمأوى وخيمة لطلاب العلم وبقي على هذا الحال حتى الاستقلال ، حيث أعاد بناء الزاوية من جديد.

وفاته رضي الله عنه:

وفاته المنية سنة 1971م ، ليخلفه ولده الشيخ سي السعدي نفطي الذي هو الشيخ الزاوية حاليا.

***

03) تعريف ببلدية عمورة التارخية.

معقل للثورة التحريرية ( 54 - 62 ) تجثم كوكر العقبان في الأعالي ، محاطة بجبال وعرة المسالك ، مطل على منظر خلاب للصحراء بصمات عميقة للديناصورات ، كهوف رائعة ، حدائق مبهرة . تمتاز بلدية عمورة بن مو فق الشيخ غوريسي عامر.


آثار ما قبل التاريخ

الموقـــع :

تقع عمورة أو قصر عمورة كما ورد في بعض المؤلفات إلى الجنوب الشرقي من مقر عاصمة ولاية الجلفة على بعد حوالي 70 كلم طريق دائرة فيض البطمة التابعة لها إداريا، يحدها من الشمال بلـدية فيض البطمة، ومن الجنوب بلـدية أم العظــام و من الشـرق كل من ولايتي المسيلة وبسكرة، ومن الغـرب بلـدية سلمانة، كما تبرز بلدية عمورة برصيدها الحضاري من خلال ما تمتلكه من آثار لا زالت شاهدة على مكانتها ولكونها مدينة عتيقة منها آثار النقوش الصخرية والساعة الرومانية وآثار الديناصور هذا وتعرف بلدية عمورة ببساتينها وشلالاتها التى لاتزال تصب المياه عبرها إلى يومنا هذا.

المســاحة :

تبلغ مساحة بلدية عمورة 105240 هكتار ، ويبلغ عدد سكانها 7000نسمة " إحصاء سنة 2008 ".

المنــاخ :

تتميز بلدية عمورة بمناخ سهبي جاف بارد شتـاءا وحارصيفا ، ونسبة تساقط الأمطار ضعيفة.

التضاريس :


جبل بوكحيل

تحيط بلدية عمورة سلسلة من الجبال تمتد من الناحية الغربية ناحية بلدية سلمانة وتتجه نحو الشرق اتجاه ولايتي مسيلة وبسكرة، كما توجد بها جبال بوكحيل المشهورة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة والذي شهد بعض المعارك الطاحنة مع العدو الفرنسي، وكـان حصنا منيعا للمجاهدين نظرا لصعوبة مسالــكه وتعدد مغاراته ومرتفعاته الشاهقة المطلة على السفح السفلي لعمورة الذي به عمورة السفلية القديمة، كما أن قصر عمورة القديمة يحاط ببعض المرتفعات والهضاب محدودة بأودية تعتبر جـزءا من الجبال الوعرة والتى تتنتهي إلى منحدرات صعبة المسالك.

***

المصدر/
نقلا عن مدونة عمورة على يد كاتبها الأخ نفطي مصطفى . جزاه الله كل خير ونفع به بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي سالم (وادي سوف)



مقدمة:
زاوية سيدي سالم بسوف :

وبها أقدم صومعة بسوف وقد شيّدت عام 1896م و تسمى هذه الزاوية زاوية سيدي سالم، نسبة إلى مؤسسها الولي الصالح سيدي سالم بن محمد (ت 1227هـ= 1861م)، الذي يصعد نسبه إلى الولي الصالح سيدي المحجوب دفين القيروان، وسليل عبد السلام بن مشيش.

***

- أخذ في بداية أمره على الشيخ سيدي محمد بن عزوز البرجي، وبعد وفاته واصل سلوكه على يد الشيخ علي بن عمر بالزاوية العثمانية، أمره شيخه علي بن عمر بتأسيس زاوية بوادي سوف ولم تكن بها من قبل زاوية رحمانية، وذلك في حدود سنة 1820.

***

- ولما توفي شيخه علي بن عمر، تصدر للمشيخة، ودعوة الخلق إلى الله، فكان نسخة من شيخه في التواضع والكرم وخدمة المسلمين عامة وطلبة العلم خاصة، تخرج من زاوية سيدي سالم المئات من الطلبة وحفظة القرآن الكريم.

من أشهرهم : الشيخ سيدي الطاهر العبيدي وأخوه الشيخ أحمد.



- أقامت زاوية سيدي سالم علاقات جيدة مع بقية فروع الطريقة الرحمانية، فكانت بين الشيخ سيدي سالم والشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي قدس الله سرهم مُكاتبات ومُراسلات، كما كانت له زيارات إلى ابن شيخه في زاوية نفطة الشيخ سيدي مصطفى بنعزوز رضي الله عنهم أجمعين.



- بعد وفاته سنة 1277هـ=1861م، خلفه على رأس الزاوية ابنه الشيخ سيدي مصباح بن سيدي سالم (1255 ـ 1237هـ)، وتولى بعده أخوه الشيخ سيدي محمد الصالح إلى وفاته سنة 1335هـ، وتولى بعده ابن أخيه سيدي محمد العربي بن مصباح، واصل مسيرة أسلافه مدة 28 سنة، إذ توفي سنة 1363هـ، وانتشرت الطريقة السالمية الرحمانية بكثرة في وادي سوف ونواحيها، وامتدت إلى الجنوب الجزائري والجنوب التونسي.

***
بقلم الأستاذ: عبد المنعم القاسمي الحسني.
تكملة الموضوع

ترجمة سيدي الطيب بن سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ الخنقي رضي الله عنهم




أسس الولي الصالح سيدي الطيب بن سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنهم، الزاوية الرحمانية الموجودة في زوي (أولاد أرشاش) الآن وتحمل زاوية سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه مع نهاية القرن 19 م و كانت في البداية عبارة عن زاوية رحمانية صغيرة يقيم فيها الصلاة وأوراد الطريقة الرحمانية لمن يقصده من الإخوان، و كان يدرس فيها القران والدعوة للإسلام ،ومساعدة الفقراء وكان صاحب تقوى و حكمة وبرهان وارتقى مقاما كبيرا في الطريقة الرحمانية فهو من نسل شريف من أولياء الله الصالحين، وكانت دعوته مستجابة في طلب الغيث والدعاء للمرضى وشفائهم بإذن الله، فأحبه الناس بالمنطقة على قلتهم في ذلك الوقت، وكان يقيم بها في فترة الصيف، وفي الشتاء يرتحل نحو خنقة سيدي ناجي، وبسبب ظروف الاحتلال الفرنسي وتفرق المريد ين اختار الاستقرار بمـدينة بسكرة، وله مريدون ،أخذوا عنه الطريقة الرحمانية، وأوصى قبل وفاته أن يدفن في مدخل ضريح جده سيدي عبد الحفيظ بخنقة سيدي ناجي ليكون عتبة للإخوان، وكان له ما أراد وكان ذلك في أربعينيات القرن العشرين فرحمه الله وقدس الله سره.

أما أبوه ((سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنهما)) فضريحه في توزر بالجمهورية التونسية.



خنقة سيدي ناجي رضي الله عنه


ولمواصلة رسالة سيدي الطيب المباركة في زوي ( أولاد أرشاش) قام الأخ حفيظي الحفناوي وهو من أحفاده بالتفرغ لإحياء هذه الزاوية من جديد وشرع في تجديدها وتوسيعها بمساعدة السكان المحبين للطريقة الرحمانية، واستطاع بنشاطه الواسع أن يتمكن من استقبال رئيس الجمهورية عام 2004م بهذه الزاوية التي أصبحت تحمل اسم جده : "زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه".

(( ضريحه في خنقة سيدي ناجي)) وقد تلقت هذه الزاوية دعما كبيرا من الدولة لبناء كل المرافق الضرورية التي تحتاجها لتصبح زاوية كبيرة بالمنطقة بولاية خنشلة، تؤدي فيها الصلاة والأذكار الرحمانية وتعليم القران وعلوم الدين للطلاب والمريدين من كل مكان، والحمد لله رب العالمين.

نقلاً عن مدونة الإحسان لصاحبها الأخ عمار بن محمد بن مسعود جزاه الله كل خير ونفع به.
تكملة الموضوع

عبد الحفيظ بن محمد الخنقي: (1203/ 1266 هـ= 1789/ 1850م).




بســــــم الله الـــر حـــمــــن الـــــرحـــيــــم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم عليه.

العارف بالله الشـيــخ سـيــدي عـبـد الــحـفــيـــظ بن مـحمـد بـن احــمــد الخـنـقـــي بن عــبــد الحـفــيــــظ بن احمـد الحافظــــي الشــريف الهاشــمـي الفـاطـمـــي الحســـني الكامــلـي الادريـســي وسيـدي هـجــــــرس بن ســـيـدي عـلي الشــريف العــامــري الونــجـــنــي رضـي الله عــنـــه و قــــدس الله ســـره.

نبذة عن حياة الشيخ سيدي عبد الحفيظ:

- ولد عام1203 هـ/1789م بخـنقـة سيدي ناجي و فيها حــفـظ الـقـران و تعـلم علو م الديـن الإسلامي علي يد عدة علــمـاء من اشهـــرهــم :الشيخ الصديق الونـجـني .
-هاجر الى طولقة والتقى بالشيخ سيدي محـمد بن عـــزوز البرجــي وتعلم منه علوم الدين واخـذ عـنه الطريقة الرحمانـية العـزوزيـة وبقي في خدمته الى ان توفي عام 1233هـ/1818 م فـتـولــــى التدريس في زاوية الشيخ سيدي"محمد بن عزوز البرجــــــــــي" وكــثف تعاونه مع زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بنفطة بتونس في نشرالطريـقـــــة الرحمانية العزوزية والقران وعلوم الدين والتصوف وتربية المريـديــن ثم عاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الى خنقة سيدي ناجي واسـس بــــــهـا زاويته في القرن13 هـ وتـم حفر بئـرين للمياه (جددت زاويته على يــد السيد حـفـيظي رشـــــيد في25مـاي عا م1975م، واعيد تـــرمـيمـهـــا مــن الــداخـــل والخـــارج مـــن طــــرف ابـنه الســيد حـفـيظــي بـشيـر عام 2006م، وكتبت الآيات القرآنية داخل الضريح عام 2005م )
- قام الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس.

جهاده ضد الاحتلال الفرنسي:

حمل الشيخ سيدي عبد الحفيظ راية الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000 مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار والاوراس والتحق به الشيخ الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان مكشوف على ضفة واد برازشمــال سيدي عـقـبة وقتل في المعركة قائد القوات الفرنسية سان جارمان وكانت المعركة غير متكافـئة في 29 اوت 1849م ، ويروي بعـض الشيوخ بالتواتربأن الشيخ سيدي عبد الحـفـيـظ جـرح في المعــركة وعاد الى خنقة سيدي ناجــــي وتنقل الى تونس ثم عاد الى خنقة سيدي ناجي ليــجمع ويــــوحــد صفــوف الاخـوان من جديد لكن الوقـت لم يكـــن في صالحه فوصلت قـوات الاحـتلا ل الي خـنـقـة سـيدي نـــاجـي وأرادوا الإمـساك بــه فطلب من قائدهم ان يصلى، فصلي لله وطـلب لقاءه، فـكان له ما اراد ،وعـــــــاد الفرنسيــون خـائبـيـن عـام 1266 هـ / 1850م ودفــن خـلــــف زاويته ولا يـزال ضريحه الطـاهـرمزارا تـشــع منه الانـواروالبركــات لكــل العارفين بالله والاخــوان من كــل مكـان للـدعـاء والتـبــرك .

ودفـــن معه في الضريح:

شاعـره :ابن الطاهر وسيــدي الطـيـب بن الحـفـنــاوي بن عبد الحفيظ رحمهم الله ورضي الله عنهم وقــــد س أسرارهم.

أولاده:

1/ سيدي محمد الازهاري بن سيدي عبدالحفيظ رضي الله عنه:

(ولد في عام 1237هـ وتوفي في04 ذوالحجة 1313 هـ الموافـق لـ 1837م / 1896م وبني له ضـريح بجوار زاويته الرحـمانـيـة من قبـل الصديـق بن احـمـد الشـا وش عام 1314 هـ/1897 م في بلدية خـيـران التابعة لولاية خنشلة حاليا .
2/ سيدي الحفـناوي بن سيدي عبد الجفيظ رضي الله عنه: ضريحه في زاوية توزر بتونس.
3/سيدي مـحـمـود بن سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه : ضريحه في تونس العاصمة داخل منزل .
4/سـيدتي صـفـية بنت سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه.

مؤلفاته:

وممن اخذوا الطريقة الرحـمانية عن الشيخ سـيـدي عـبد الحفـيظ الشيخ الولي سيدي محمد االصادق بن رمضان في بسكرة اثاره: ترك عدة مؤلفات وقصائد في سلوك الطريقة الرحمانية أهمها :

- كتاب الحكم عام 1257هـ/1830م .
- كتاب الجواهر المكنونة في العلوم المصونة طبع في تونس 1315 هـ
- كتاب "غاية البداية في سر حكم النهاية" طبع في تونس 1314 هـ
وقام بشرحه تلميذه سيدي محمد المكي بن محمد الصديق الخنقي رضي الله عنه
وقام بطبعه سيدي عبد الحفيظ بن الازهاري بن عبد الحــفـيـظ .
- دعاء غنية الفقير الذي كتبه عام 1245 هـ/1830 م
ويقرؤه الإخوان عقب الإنتهاء من حلقة الذكر بعد صلاتي: الصبح و العصر .

دعــــــــــاء غـــنـــيـــــة الفـقـيــــــــرللشيخ سيدي عـبد الحـفـيظ بن محمد بن أحمد الخـنـقــي:

*******رضى الله عنه و قد س الله سره ********

بإسمك يا الله رب ابتديـــت ** عـــــــــلى النبي محمد صلـيـت
ثم السلام مستمرا دائمــــا ** على الحبيب المصطفى معظـما
الله يارحمان يــــــا رؤوف ** ألطف بعبدك المسئ الـضعـيـف
وجد عليه ثـــــم تب تكرما ** وأرحمه إنك رحـيم الرحـمــــــا
يـــــاربنا ياسامع الأصـوات ** أسبل علينا الستـر في ما يـأتـي
وأحجب علينا صولة الظـلام ** وأكفنا شر الحــــــــاسد المثـام
وأجعل مكائدهم في نحورهـم ** وأكفنا يامولانا مــن شرورهـم
وأدخلنا فـــي حصنك المنـيع ** واكـنـفـنا بكـنـفـك المريـــــــــع
اللـه يا اللـه يـا مـــجـيـــــب ** اجب دعاء المظطر يا قـريـــب
وأحـفـظ صدورنـا من الخـنـاس ** و ولــــــــي أمرنا على الأنفــاس
ولا تكلنا قــط لأ نفوســــنـــــــا ** طرفــــــــــة عين أو أقل مولانــا
لأننا نحن عبيد ضعـــــفـــــــاء ** وأنت رحيم الـــــراحمين رؤوفـا
ياربنا يـا واسـع الغـفــــــــــران ** أنت الـــــــــكريم مالك الإحسـان
أعل بنا على أمــــــرالمعـــا نـد ** مــــــــــن هو لإخواننــا ذوحسد
ولا تولي أمــــــــــــره عليـــنا ** بـــــــــل رده عليه لا إليــــــــــنا
ياحي يا قيوم يا جبــــــــــــــــار ** أقهــــــــر أعداء نـا أيـا قـهـــار
وأجعل عنادهم عليهم حـــسرة ** وزد نـــــا به في الإيــمان قــوة
و ول أمــرهم عليهم ندمـــــــــا ** حـتى يكـــــــاد يـبرز لهم عـمـــا
وأسجن شيطــــانهم ولا تــولــه ** على اخـوا نـنــاوكفنا من غـله
وأقهر علينا كـــــل جبار عـــنيد ** مهمـــــا أراد نـــــــا بـشر قـيــد
ثقف لسانـــــه عند المقــــــــــال ** وكــــف يــده عند التعـــــــــا لي
يــا بر يــــا رحـيم يـــا وهـــــــاب ** هب لعـبيدك دعا يـجــــــــــــاب
وهب لـــــــنا علما وحكمة معـــا ** يكن لـنا في الحال معا مـسرعـا
ولا تحجب علينا ســــــــر الحـكم ** وأجعـله صحوا لأبصارنــا يـــــم
وأفجي سحاب مشكلات بصــري ** حتى نشاهد شموس حـاضـــري
وأعـطنـــــــا مــــن فضلك العميم ** وأسقنا من سرك الـــــــــعـظـيم
الله يــــــــــا فـــــتاح يـــــــا رزاق ** أرزق عــبـيـدك رزقـا يســــــاق
وأفتح لــــه في الرزق ما يشـاء ** رزق الأشـباح عـنده ســــــوا ء
مدارنا عـــــــــلى رزق الأرواح ** به الـتـنـعـم وعــيـش صــــاحـي
يا فوز مـــــــــن عاش به تمتعا ** دام سروره في الــــدارين مـعـا
يارب بالمختــــــــــار سيد البشر ** أدم حضورنا معك يــــــــاقديـــر
وألزم وقوفنا ببــــــــــابك العلي ** ولا تخـيب الرجــاء يا أزلـــــــي
وأكتبنا في جملة أوليـــــــائــــك ** الداخـلـيـن تحت كـبـريـــــــائــك
بالإسم الأرفع المرفع الـــمجير ** أصلح أمورنا ياعالم يا خــبـيــر
ياربنا يــــا ربنا أنت الكريـــــــم ** أعـف علينا يا جواد ياحـليـــــم
وأسبل علينا ســــــترك المجملا ** ولا ترد كـفي صفـــــــرا محـولا
وأغفر لـــــنا وأرحمنا يا تـواب ** نحن و الحاضرين و الغــيابــوا
وأمـــــنـــن بمغفرتك للمسلمين ** واغفر يا رب هفوات الوالديـن
وأقبل تنصل نــــــاظــــم الأبيات ** عـبيدك المقـر بالسيئـــــــــــات
أوصيكم إخـــــــواننا عــــــليكم ** بحفظ هذا النظم به تسـلمـــــوا
ومـــــــــن قرأه صباحا ومسـيا ** أمـن من كل داء وبليــــــــــــــا
سـميـته بغــنـيــــة الـــفــــقــيـــر ** ومن تلاه لا يخشى من فــقــــر
قائله عبد الحفيظ المـــــذ نـب ** ابـــــــــــــــــــن محمد لله أيــب
ختمت النظم بالصلاة والسلام ** على الحبيب المصطفى خير الأنـام
وعلى اله وصحبه والتـابعــين ** مانـمــة الاطـيــــار بالتلاحيــن

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه صلاة اهل السموات والارضين عليه اجـــري يارب لطـــفك الخـــفي فى اموري والمسلميـــن.
----------
نقلا عن مدونة الإحسان جزى الله صاحبها خير الجزاء
تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة سيدي (محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا)



هو الشيخ العلامة سيدي (محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا) الجزائري الصوفي على الطريقة الرحمانية.

مولده ونشأته:

ولد سنة 1873م بمرسط ولاية تبسة (عنابة سابقا) من عائلة فقيرة.تعلم القرآن الكريم وحفظه وهو ابن السادسة عشرة من عمره على يد الشيخ سيدي علي باشا. ونظرا لتقواه وورعه فقد قدمه شيخه للصلاة بالناس في صلاة التراويح لمدة أربع سنوات. وقد عرف بقوة الحافظة والذكاء. رفض الدخول إلى المدرسة الفرنسية بمرسط التي أنشأتها الإدارة المستعمرة في إطار مشروع تدجين الأجيال الجزائرية.

طلبه للعلم وأعماله:



زاوية مرسط

عينه الشيخ المكي بن عزوز بن العلامة مصطفى بن عزوز سنة 1893 في العوينات فأسس بها المسجد العتيق ومدرسة قرآنية ومكث هناك ممثلا عن الزاوية الرحمانية وقائما بالشؤون الدينية من وعظ وإرشادوتحفيظ للقرآن الكريم إلى غاية 1913. رحل إلى تونس طالبا للعلم حيث درس علوم العربية والتفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله وعلم الفلك. أصبح مدرسا بجامع الزيتونة (1917-1919). تتلمذ على يديه في هذه الفترة كل من الشيخين مبارك الميلي والعربي التبسي. عينه صاحب الجلالة (محمد الناصر باشا باي) صاحب المملكة التونسية قاضيا في الحاضرة التونسية بموجب القرار الصادر عن الوزارة الكبرى يوم 25 ربيع الثاني 1337 هـ /28 جانفي 1919. ثم عين قاضيا في سوسة إلى غاية 1923م حيث ترك تونس وعاد إلى الجزائر وذلك بعد ضغوطات من أعيان تونس لتسخيره في تحويل أملاك المستضعفين بموجب أوامر قضائية.


مسجد مرسط ولاية تبسة

جهوده بعد العودة من تونس:

درس في مساجد سيدي بن سعيد والجامع العتيق بتبسة وكافح البعثات التنصيرية بمساعدة عمر بن نبي والد المفكر مالك بن نبي ثم انتقل سنة 1924 إلى عنابة حيث مكث هناك ينشر العلم بالجمع الكبير (جامع الباي) إلى غاية 1952.

الهوامش:

د. أ.عيساوي.
تكملة الموضوع

الشيخ أحمد الأمين بن عزوز رضي الله عنه



الشيخ أحمد الأمين بن عزوز: (1277 ـ 1354 هـ= 1860 ـ 1935م)
هو أحمد الأمين بن محمد المدني بن المبروك بن أحمد بن إبراهيم بن عزوز الجزائري، البرجي الخلوتي، عالم صالح مسند جوال، سليل أسرة بن عزوز من الجنوب الجزائري، وتلميذ الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي في التصوف والطريقة.
-----------------
ولد في مدينة نفطة عام 1277هـ = 1860م. نشأ في رعاية والده الشيخ محمد المدني بن عزوز شيخ شيوخ عصره. كما أخذ عن شيوخ زاوية نفطة، انتقل بعد ذلك إلى جامع الزيتونة وأخذ عن علمائه منهم الشيخ محمد الطيب النيفر ومن في طبقته من الأعلام.
-----------------
عمل بالتدريس في زاوية نفطة وأقام بها مدة من الزمن، وانتقل إلى الجزائر فأخذ الطريقة الرحمانية عن الشيخ محمد بن أبي القاسم بالهامل وسلك على يديه، جاور بالمدينة المنورة سنين عديدة، وأخذ عن شيوخ أجلة بها: حسب الله المكي، علي بن ظاهر الوتري، عثمان الداغستاني...
-----------------
تولى التدريس بالحرم النبوي والإشراف على أوقاف زاوية الهامل بالمدينة المنورة، التي خصصتها للحرمين الشريفين. كان كثير التردد على زاوية الهامل ويقيم بها المدد الطويلة مدرسا ومربيا. فمعرفته قديمة بالزاوية القاسمية، ثم أنه ينتمي إلى الأسرة العزوزية التي تربطها بالزاوية علاقات وطيدة علمية وروحية وجهادية.
-----------------
أخذ عنه شيوخ الهامل منهم: الشيخ أبي القاسم، الشيخ أحمد، الشيخ مصطفى، الشيخ محمد المكي، الشيخ محمد بنعزوز...
له: قصيدة في أهل بدر، عدة قصائد في التوسل بآل البيت، وديوان شعر. توفي بالمدينة المنورة سنة 1354هـ = 1935م ودفن بالبقيع.

نقلا عن:
مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية

تكملة الموضوع

الشيخ سيدي محمد الصادق بن رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما صلاة أهل السموات والأرضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين.


 

مولده ونسبه ونشأته:

هو الولي الصالح و العالم الرباني السالك المسلك المؤلف الصوفي سيدي محمد الصادق بن الفقيه مصطفي بن محمد بن رمضان بن عصمان (عثمان) البسكري،ولد سنة 1194هـ الموافق لـ1779م. نشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم والثراءو الكرم والصلاح شأنها تعليم القرآن و تدريس العلم الشرعي. فقد كان ابوه الشيخ مصطفي (1138/1218)هـ. عالما بارزا يدرس علوم الفقه في مسجد أنشأه بجوار داره الموجود بحي سيدي بركات ببسكرة فحفظ القرآن الكريم وتعلم على يد والده المعلوم من ضروريات الدين.



شيوخه:

اشتاقت نفسه لعلم السلوك و التزكية ، فيمم وجهه شطر شيخ المشايخ العلماء والمجاهدين نور الصحراء سيدي محمد بن عزوز البرجي الشريف (1170/1233) هـ ،فأخذ عنه الطريقة الرحمانية والعلوم الشرعية... وأدخله الخلوة حتى أتم سلوكه على يديه، وذلك ما بين (1218/1233) هـ ، مع المشايخ الأجلاء سيدي علي بن عمرالطولقي وسيدي على جروني وسيدي المختار الجلالي وسيدي الصادق بلحاج تبرمسين وسيدي عبد الحفيظ الخنقي وسيدي المبارك بن خويدم ...

بعد رحيل سيدي محمد بن عزوزإلى الرفيق الأعلى توقف الشيخ محمد الصادق فى حيرة حتى حانت له اشارة ربانية فتوجه تلقاء الشيخ العالم الرباني سيدي عبد الحفيظ بن محمد الخنقي الهجرسي الشريف (1204/1266) هـ فأخذ بحظ وافر من العلوم اللدنية والشرعية وكان يصحب معه جمعا من الاخوان من بسكرة وضواحيها. ورغم تعرضه لقطاع الطريق الواصل مابين بسكرة وخنقة سيدي ناجي لعدة مرات الا أنه ظل مستمرا في زيارة أخيه و شيخه حتى اذا جاء الخنقة في المرة الثالثة وجد عند مدخلها سيدي عبد الحفيظ وقال له: " أبشر يا محمد الصادق فان الله قد جردك من الدنيا وهذه هي التجريدة الأخيرة".

أهم أعماله:

لما كملت تربيته وتأهل للمشيخة وغدا خير خلف لخير سلف حيث خلف أباه في التدريس وزاد في بناية الزاوية (1234/1240)هـ، مرافق أخرى ليتفرغ فيها الطلبة لحفظ القرآن وكان ينفق عليها من نفقاته الخاصة و كذا المحسنين بالاضافة الى ايواء واطعام الفقراء والأيتام وعابري السبيل،وكذا نشر الطريقة الرحمانية ومن أشهر تلاميذه ابن أخيه الشيخ مصطفى بن رمضان دفين البرانيس وخليفته الشيخ موسي بن العابد دفين غسيرة وسيدي محمد الصالح بن خنوش الشتمي وسيدي العباسي المدفون بجواره.

وعند دخول المستدمر الفرنسي بلدة بسكرة سنة (1262هـ/ 1844م) كان الشيخ من الرافضين له،الساعين بكل عزم من أجل رد العدو ودحره.فنجده بعد دخول فرنسا الى المنطقة انضم الى اخوانه الشيخين عبد الحفيظ الخنقي والصادق بلحاج اللذين قادامعركة "واد براز" قرب "سريانة" ببسكرة (1266هـ/ 1848م) .وبعدها ألقي القبض عليه ونفي الى بلدة البرانيس من ضواحي بسكرة فأسس بها مسكنا و مسجدا (مسجد سيدي مصطفى بن رمضان حاليا) وواصل نشاطه الدعوي والجهادي وتعرض لمضايقات العدو الفرنسي حيث أعيد نفيه الى بلدة جمورة فأسس بها كذلك مسكنا ومسجدا (زاوية سيدي الصادق" صويدق" حاليا)وأشتغل بالتأليف والارشاد.

أولاده:

خلف الشيخ رضي الله عنه سبعة أبناء ولدان ماتا صغيرين من بعده ونجله سيدي محمد، وسيدي الحفناوي، وسيدي عبد الحفيظ وبنتان.

من آثاره:

1- قام بنسخ كتاب شرح المنظومة الرحمانية للشيخ مصطفى باش تارزي في 26 رجب1255هـ.
2- ونسخ كتاب وسيلة المتوسلين في فضل الصلاة على سيد المرسلين للشيخ بركات بن أحمد العروسي جمادى الأول 1273هـ.
3- ألف كتاب تبصرة الذاكرين في طريق السالكين في 27 رمضان 1273هـ.
4- ألف كتاب تحفة السلوك لمقام الملوك في شعبان 1275هـ.
5- ألف كتاب رسالة دائرة الأولياء في ذي القعدة 1280 هـ.
6- ألف كتاب لطائف الحكم الشافي من الأمراض والسقم 3 ذو الحجة 1280هـ.
7- ألف كتاب درر الأرزاق في سر الحرف وتعمير الأوفاق

بعض من حكمه رضي الله عنه:

(ليس الشأن في لبس الرقاع وانما الشأن في خلع الأغيار والبدع. ليس الشأن في اطعام الطعام وانما الشأن أن تصلي وتذكروالناس نيام).
(من أراد المقصود فعليه ببذل المجهود. ومن أراد الذوق فعليه بالشوق ومن أراد الوجد فعليه بالجد ومن أراد الإجابة فعليه بالاضطرار والإنابة).

وفاته رضي الله عنه:

وافته المنية بمنفاه بجمورة سنة1284 هـ /1867م. وحمل إلى بلدة بسكرة ودفن بزاويته،وكان يوما مشهودا.

مصدرالترجمة:

نقلا عن أحد أحفاد الشيخ عبد الهادي بن عبد الحفيظ بن الصالح بن الحفناوي بن محمد الصادق بن رمضان رضي الله عنه.
تكملة الموضوع

مصطفى بن محمد بن عزوز البرجي: (1220/ 1282هـ= 1803/ 1865م)

مصطفى بن محمد بن عزوز البرجي، ولد رضي الله عنه بزاوية والده الشيخ سيدي محمد بن عزوز البرجي بالبرج القريبة من طولقة بالجنوب الجزائري، وذلك سنة 1220هـ = 1803م.
أخذ العلم عن شيوخ بلده، كما أخذ عن محمد الأمير أحد شيوخ الأزهر الشريف، وإبراهيم الباجوري المصري ومحمد بن علي السنوسي، وأخذ الطريقة الرحمانية عن الشيخ علي بن عمر الطولقي.
تولى مشيخة زاوية والده الشيخ محمد بن عزوز البرجي بعد وفاته سنة 1233هـ= 1813م، وذلك تحت إشراف ورعاية شيخه علي بن عمر الطولقي إلى أن آنس منه القدرة على تسيير شؤونها. وعند احتلال بسكرة سنة 1843، هاجر إلى نفطة وأسس بها زاوية رحمانية، أصبحت ذات شهرة واسعة في العلم والتصوف، وملجأ للهاربين من ظلم الاستعمار الفرنسي، وقاعدة خلفية لمقاومة الاحتلال، سيما قبل احتلال تونس سنة 1881.
وأنشأ في زاويته مدرسة هامة لتعليم القرآن الكريم وحفظه، وتدريس كافة فنون العلم، وجهز بيوتا لسكنى المتفرغين لطلب العلم، وأحضر لها كبار العلماء من مختلف الجهات،
أسس عدة زوايا أخرى في تونس كان لها أثر بعيد في تعليم القرآن الكريم وحفظ العقيدة الإسلامية منها: زاوية توزر، القصرين، جرجيس، جندوبة، غدامس، النوبة.... له من المؤلفات: رسالة في مناقب الشيخ علي بن عمر الطولقي، بهجة الشائقين، حزب التوسل بأسماء الله الحسنى، عرف شهرة واسعة لدى الأوساط الصوفية.
توفي آخر ليلة من ذي الحجة سنة 1282هـ= 10 ماي 1865 ودفن بزاويته بنفطة.
تكملة الموضوع

علي بن عمر الطولقي: (1166/ 1258هـ= 1754 / 1842م).

هو الشيخ ولي الله الصالح التقي العابد الزاهد: علي بن عمر بن أحمـد بن الموفق، يرجع أصله إلى الأشراف. ولد ببلدة طولقة حوالي سنة 1166 هـ = 1754م.
نشأ بمسقط رأسه وتلقى علومه هناك، أخذ أوراد الطريقة الرحمانية على يد الشيخ محمد بن عزوز البرجي عن الشيخ عبد الرحمن باش تارزي عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري.
حج مع شيخه محمد بن عزوز البرجي، وذلك سنة 1232هـ = 1816م، لما بلغ من العمر حوالي 28 سنة أمره شيخه البرجي بإقامة زاوية خاصة به فأسس زاويته المعروفة الآن بمدينة طولقة التي طبقت شهرتها الآفاق، وكان مكانها يسمى حارة الهبرة، وذلك سنة 1194 هـ= 1780م.
فتح الشيخ زاويته للتعليم والإرشاد والتوجيه وتلقين الأوراد الرحمانية وإيواء الفقراء والمساكين وإطعام الطعام للمحتاجين وعابري السبيل، واهتم بجمع الكتب ونشر العلم والمعرفة في تلك الديار، والمناطق المجاورة لها.
أثناء الصلح بين قبيلتين متحاربتين، قتل خطأ برصاصة طائشة وذلك يوم الخميس 3 ربيع الأول من سنة 1258 هـ= 1842م.
تكملة الموضوع

المختار بن عبد الرحمن الجلالي:(1201 / 1277 هـ= 1784 / 1862م).

المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الإدريسي الخالدي، مؤسس زاوية أولاد جلال، من شيوخ الطريقة بالزاب.
ولد بقرية سيدي خالد سنة 1201هـ= 1784م، من أبوين شريفين ربياه تربية دينية خالصة، حفظ القرآن في سن مبكرة وتفقه على جلة من العلماء وبرز في العقائد وعلم الكلام.
ثم ارتحل في طلب شيخ مربي، والتقى بالشيخ محمد بن عزوز البرجي فأخذ عنه العهد والتلقين وبعض سلوكه في تدرج بعض الأسماء، ولما قربت وفاته أوصاه بملازمة خدمة الشيخ علي بن عمر الطولقي، وبعد وفاة الشيخ محمد بن عزوز سنة 1233 هـ= 1818م، لازم خدمة علي بن عمر ثلاثة عشر سنة، مواظبا فيها على الصيام والقيام والعبادة حتى فتح الله عليه الفتح الأكبر على يد الشيخ علي بن عمر.
أسس زاويته بأولاد جلال التي عرفت شهرة واسعة في ظرف وجيز، وأمها الطلبة من كل حدب وصوب، وكان لها دور كبير في تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس العلوم الشرعية ونشر الطريقة الرحمانية، وإطعام الطعام، وإيواء الفقراء.
وتخرج على يديه الكثير من العلماء الأجلاء لعل أبرزهم: الشيخ محمد الشريف بن الأحرش والشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي والشيخ عطية النايلي.
توفي في 19 ذي الحجة من سنة 1277هـ = أكتوبر 1862م، ترجم له ابنه محمد الصغير في كتابه "تعطير الأكوان بنشر شذا نفحات أهل العرفان".
تكملة الموضوع

السعيد بن عبد الرحمن بن أبي داود:( 1176/1256هـ= 1762/ 1840م)

السعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمـد بن أبي داود الزواوي، قطب زمانه، من كبار رجالات الطريقة الرحمانية وعلمائها بالجزائر. ولد حوالي سنة 1176هـ= 1762م، تركه أبوه عبد الرحمن صغيرا يتيما فقيرا، وبقي يتفقده تلامذة أبيه لعمارة المسجد، ولم يزالوا يحثونه على طلب العلم والتدريس، فأخذ العلم عن الشيخ "الحسين بن آعراب".
قدم إلى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري بزاويته، وتتلمذ عليه وأخذ عنه الطريقة الرحمانية، ومنحه أسرارا ربانية، وأمره بالعمارة ومن يومئذ وهو يعمر القلوب بالعلوم، وقصده خلق الله من كل جانب، وشاع ذكره.
زاول التدريس بزاويتهم مدة تقارب الخمسين سنة، تخرج فيها على يديه المئات من الطلبة من مختلف أنحاء القطر، لشهرة الزاوية بتدريس الفقه وعلومه.
له من المؤلفات: نظم الآجرومية. وشرح النظم إلى باب الجزم.
توفي في 20 محرم سنة 1256 هـ = 1840م.
تكملة الموضوع

التارزي بن محمد بن عزوز البرجي:(1227/ 1310 هـ= 1812/ 1892م).

من العلماء الصالحين والأتقياء العارفين، من أبناء الولي الصالح الشيخ محمد بن عزوز البرجي.
وجاء في مقدمة كتابه الهواتف: " كان يقطع غالب الليل تهجدا بالقرآن العظيم وتفهما في معانيه وغوصا في غامض أسراره, لا يدع التهجد ولو في السفر والمرض, مستغرقا في الأذكار ممتلئا بالأسرار..."
ولد ببلدة البرج سنة 1227هـ= 1812م، تربى في حضن والده, وتلقى العلم على كبار مشائخ القرية والزاوية، ثم أخذ الطريقة الرحمانية على يـد الشيخ عبد الحفيظ الخنقي ـ تلميذ والده ـ وكانت له معه مراسلات عديدة. وقد التزم بسلوك هذه الطريقة حتى غدا من شيوخها الكبار.
وبعد احتلال مدينة بسكرة هاجر رفقة عائلته إلى مدينة نفطة التي سبقه إليها أخوه الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي، وذلك سنة 1262 هـ.
قضى معظم عمره في التدريس والإرشاد بزاوية الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي بنفطة، وانتفع به الخلق، منهم العالم الفقيه علي بن الحاج نصر النفطي والشيخ محمد المكي بن عزوز.....
انتقل سنة 1310 هـ= 1892م بأغلب عائلته الطاهرة إلى بلاد الحجاز، وذلك بسبب رؤيا رآها، حيث رأى الرسول ? في المنام يأمره بالقدوم إلى المدينة والمجاورة هناك، وأخبره أن وفاته ستكون بها، فباع كل ما يملك، وذهب إلى الحجاز، وجاور بالمدينة المنورة إلى وفاته.
كان شاعرا مطبوعا وأديبا ماهرا، نظم قصائد في مواضيع كثيرة، معظمها في تربية النفس وتهذيب الأخلاق، وله رسائل عدة في هذا الشأن منها: الهواتف، رسالة في مسألة إلهام الأولياء، قصائد عديدة في التصوف، متداولة بين أتباع الطريقة الرحمانية...
توفي يوم السبت 07 ربيع الثاني سنة 1310هـ = 1892م، بالمدينة المنورة, ودفن بالبقيع تحت جدار قبة سيدنا عثمان بن عفان.
تكملة الموضوع

الشيخ عبد القادر عثماني




هو الأستاذ الإمام الشيخ سيدي عبد القادر عثماني , بن الحاج بن علي بن عثمان بن علي بن عمر الإدريسي الحسني الطولقي عالم فقيه مفت مدرس مؤلف كاتب مفسر مناضل صوفي رحماني الطريقة ولد ببلدة طولقة قاعدة الزاب الظهراوي و إحدى أهم دوائر ولاية بسكرة سنة 1348 هـ/1929 م نشأ في أسرة شريفة شهيرة عريقة في العلم و الصلاح، حيث كان والده الشيخ الحاج يدير زاوية جده سيدي علي بن عمر و يلقي دروس التفسير فيها إلى جانب علماء مدرسين آخرين تلقى الأستاذ عبد القادر دراسته كلها في الزاوية المذكورة ؛ أتم حفظ القرآن الكريم كاملا و هو في سن الحادية عشرة على الشيخ المقرئ مليكي ناجي بن عزوز و درس علوم الفقه و النحو و التفسير و البلاغة و العروض على العالم المتفنن ابراهيم بن الحسن البوزياني ضيف الله الذي كان من كبار شيوخ الزاوية المدرسين كما تلقى الفقه كذلك و المنطق و الفرائض على أخيه الشيخ عبد الرحمان عثماني صاحب كتاب الدر المكنوزو أخذ أيضا النحو و البيان على الشيخ المفتي العباس عثماني كما تتلمذ أيضا لأساتذة أكفاء آخرين مثل الشيخ المدرس محمد الدراجي و الشيخ الشاعر عبد الله بن المبروك عثماني الطولقي دفين المدينة المنورة كانت زاوية سيدي علي بن عمر في الخمسينيات من القرن العشرين تساهم مساهمة فعالة في التعليم العربي الاسلامي، و في الوقت ذاته تعمل سرا مع المجاهدين الجزائريين ضد المحتلين و الفرنسيين كان الأستاذ في الفترة من سنة 1949 إلى سنة 1957 إماما خطيبا في جامع الزاوية و مدرسا ممتازا حيث كان أول من أدخل الوسائل العصرية في التدريس في الزاوية و في سنة 1957 اكتشفت سلطات الاحتلال دور الزاوية في النضال فاعتقلت عبد الرحمان عثماني شيخ الزاوية آنذاك و نكلت به تنكيلا أما الأستاذ عبد القادر فقد هاجر إلى المغرب الأقصى خوفا من الاعتقال و التعذيب الذي تعرض له أخوه و التحق من إخوته اثنان بجيش التحرير الوطني و هما عبد الحميد عثماني و الأزهري عثماني و هناك - في المغرب - عمل مسؤولا في جبهة التحرير الوطني، و تولى الإدارة و التدريس في المدرسة الحسنية ببلدة تادلة من شهر نوفمبر 1957 إلى غاية جانفي 1961 في أول فيفري 1961 عين محررا باللغة العربية في وزارة التربية بالرباط و عندما بزغ فجر الاستقلال في الجزائر الحبيبة سنة 1962 عرضت عليه بالمغرب وظائف أخرى لكنه رفضها و فضل الرجوع إلى الوطن عاد الأستاذ عبد القادر إلى ربوع الوطن و استقر بالتحديد في العاصمة و عمل عاما واحدا بوزارة الأوقاف ثم التحق سنة 1963 بديوان وزارة التربية و التعليم لمدة أربع سنوات ثم درّس بعدها في ثانوية الادريسي بالعاصمة قرابة نفس المدة السابقة ثم انتقل إلى المعهد الوطني التربوي لتأليف الكتب المدرسية حتى غاية 1974 و في أثناء هذه الفترة كان يتردد على الزاوية آخر كل أسبوع لمعاينة أشغال البناء عندما توفي شيخ الزاوية عبد الرحمان عثماني سنة 1966 وقع التعيين و الاختيار على الأستاذ عبد القادر خلفا لأخيه، و قد قام بواجبه نحو الزاوية أحسن قيام حيث أعاد بناءها على الطراز الحديث و وسع في مرافقها حتى أصبحت تسر الناظرين و عمل فيها بجد نادر تم من خلاله مواصلة إقامة الصلوات فيها و تحفيظ القرآن للطلبة و تدريس العلوم الشرعية لهم و استقبال الضيوف و الباحثين من شيوخ و أساتذة و محققين و طلبة جامعيين و غيرهم و يبقون في ضيافة الزاوية حتى يتم لكل واحد منهم هدفه المنشود في مكتبة العائلة العثمانية الزاخرة بأنواع الكتب المطبوعة المفيدة و مختلف المؤلفات المخطوطة المهمة حيث أن الكتب لا تعار و لا تخرج من المكتبة و في سنة 1993 تولى الأستاذ عبد القادر رئاسة المجلس العلمي بنظارة الشؤون الدينية ببسكرة.
و في سنة 1998 عين عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى و مازال في هاتين المهمتين إلى يومنا هذا ساهم الأستاذ عبد القادر في الحركة العلمية و الدينية و الثقافية برصيد ثري متنوع و هذه - حسب علمي - بعض آثاره الكتب المدرسية في مادتي اللغة العربية و التربية الإسلامية لمرحلتي المتوسط و الثانوي : ساهم في تحرير فصولها محاضرات دينية و اجتماعية و ثقافية ألقاها في مناسبات مختلفة و جهات متعددة من الوطن، أغلبها موجود في هذا الكتاب فتاوي شرعية كثيرة مخطوطة محررة تحريرا جيدا على المذهب المالكي مع ذكر المراجع المعتمد عليها و هي موجودة في هذا الكتاب أيضا إلقاء خطب الجمعة في جامع الزاوية بطولقة في فترة الخمسينيات كما أسلفنا و من السبعينيات إلى وقتنا هذا تفسير القرآن الكريم قبل خطبة الجمعة ابتداء من سنة 1981 و قد ختم تفسير القرآن كله يوم الجمعة 19 صفر 1425 هـ الموافق لـ 09 أفريل 2004 إلا أن الشيء المؤسف هو عدم وجود أي تسجيل لهذا التفسير، لأن طريقة الإلقاء كانت شفوية و مازال الأستاذ عبد القادر يؤدي دوره العلمي و التربوي على أحسن وجه، فبارك الله فيه و في أولاده.
تكملة الموضوع

الشيخ محمد بنعزوز القاسمي الحسني: 1324/ 1404هـ

صورة قديمة لزاوية الهامل "بوسعادة"
ولد سنة 1324هـ= 1906م ببلدة الهامل. والده هو الشيخ الحاج المختار بن الحاج محمد الشريف الهاملي، المشهور بالعلم والصلاح، والذي تولى مشيخة زاوية الهامل بعد وفاة أخيه الشيخ سيدي محمد سنة 1331هـ= 1913 وتوفي 1914 فترك ابنه صغيرا.
أمه الولية الصالحة كريمة بيت العلم والصلاح: السيدة فاطمة بنت الشيخ سيدي أبو القاسم الديسي المعروف بـ"ابن عروس"، وهو والد الشيخ أبو القاسم الحفناوي.
نشأ المترجم له على حب طلب العلم والحرص عليه، فحفظ القرآن وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وبعد وفاة والده تولى تعليمه شيخ الجماعة بالزاوية الشيخ العلاَّمة سيدي محمد بن عبد الرحمن الديسي، صاحب التآليف الجليلة والمؤلفات المفيدة، فأخذ عنه متن الأجرومية وكان أول ما سمعه منه، ومتن الأزهرية ومتن القطر ومتن الألفية ثم متن الجوهرة، وهذا كله بالمسجد القاسمي، وتولى تدريسه ببيته لما لمس فيه من العناية التامة بالعلم والمعرفة، وحب الإطلاع والاستزادة، فأخذ عنه تفسير القرآن للطبري وتفسير الجلالين، ومن كتب الحديث جامع الصغير للسيوطي والشمائل للترمذي، وفي السيرة كتاب ابن هشام، وكما أخذ عنه كتاب الصلاة من مختصر خليل وعلم القراءات.
كما تتلمذ على الشيخين سيدي أبو القاسم القاسمي وسيدي أحمد القاسمي، فيقول عنهما: "وفي فصل الشتاء من كل عام أسمع من الشيخين أبو القاسم وأحمد قه مالك ".
ومن الذين أخذ عنهم شقيقه الشيخ سيدي محمد المكي القاسمي، ويقول عنه:"وهو ولي نعمتي في كل ما علمته"، ومن أساتذته أيضا الذين نال عنهم خاله الشيخ الحفناوي الديسي.
وفي سنة 1344هـ= 1926م ارتحل إلى جامع الزيتونة لمواصلة رحلته العلمية، فألفى المستوى التعليمي فيها هو نفسه الموجود بالهامل، وهو دليل آخر على مكانة زاوية الهامل العلمية، وبالزيتونة أنهى دراسته العالية عل أيدي الأساتذة الجلاء: الطاهر بن عاشور، محمد بن القاضي، عثمان بن الخوجة، محمد الزغواني، بلحسن النجار ومحمد العلمي الفاسي.
في تونس لازم شيخه الشيخ سيدي أحمد الأمين بن عزوز البرجي، وأخذ عنه علوما جمة وفوائد عزيزة خاصة في علم التصوف.
بعد إقامة سنة بالديار التونسية عاد الشيخ بنعزوز إلى بلده الهامل، فألفى كرسيه لم يشغل واستبشر به الطلاب خيرا، واتسعت حلقات الدرس وتكاثر عليه الطلبة من كل حدب وصوب.
في تلك الفترة عرفت الزاوية إقبال عدد كبير من العلماء والمصلحين، وعقدت بها المحاضرات والندوات العلمية فكان الشيخ بنعزوز من أبرز أعلام ومنشطي هذه الحركة العلمية المباركة.
لم يقتصر الشيخ على التدريس بالزاوية بل حوَّل مسكنه بـ"تغانيم" إلى ناد علمي فكري ثقافي تجتمع فيه نخبة من العلماء والأساتذة وطلبة العلم، ومن الذين زاروا هذا المقر الشريف: الشيخ أحمد الأمين والشيخ الكتاني والشيخ الحسين القفصي والشيخ الحجوي الفاسي، عمر بري، الحفناوي، الإبراهيمي، عابد الجلالي، نعيم النعيمي وغيرهم كثيرون من أهل العلم والمعرفة.
اعتنى الشيخ في هذه الفترة عناية كبيرة بجمع الكتب والمخطوطات وكون مكتبة زاخرة، احتوت على أنفس المخطوطات والمؤلفات، حيث ضمت حوالي 800 مخطوط ناهيك عن المطبوعات. وقد كان من أحل الأوقات لديه وأحبها إلى نفسه حين ينصرف إلى مكتبته العامرة قارئا وباحثا ومستنيرا.
ظل الشيخ على هذه الوتيرة من العمل والعلم ونشر المعرفة وتربية النفوس وتهذيب العقول والدعوة إلى الله. قد يرى أن من واجبه في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الجزائر أن يحضِّر الأرضية الصلبة وأن يعدَّ الأمة لمستقبل مشرق، تكون قادرة فيه على إبعاد هذا الليل الطويل.
في سنة 1370هـ= 1951م أسَّس رفقة أخيه الشيخ المكي القاسمي "مدرسة الفلاح" بمدينة بوسعادة لتعليم اللغة العربية والمبادئ الإسلامية.
في سنة 1373هـ= 1954م شدَّ الرحال إلى مدينة "حاسي بحبح"، وقابله أهلها بحفاوة وترحيب عظيمين لمعرفتهم بقيمة الرجل ومكانته، وواصل بهذه البلدة الطيبة مشواره من نشر العلوم والمعارف، وافتتح مدرسة أطلق عليها اسم مدرسة العرفان لتدريس العلوم الشرعية والقرآن وذلك سنة 1374هـ= 1955 وبهذه المناسبة الطيبة ألق الشيخ إمام الجلفة وعالمها الشيخ "سي عطية مسعودي" قصيدة التي عرفت شهرة كبيرة في الناحية نقتطف منها هذه الأبيات:

يا أهل " بحبح" قـد ظفرتم بالمـنى بجوار أعلام الهـدى الأخيار

"مكي" والصنو"بن عزوز "الرضي بهـما فخرتم سائر الأقـطار

فهـم الشيوخ الكـاملون وراثـة فقها ودينا واقتـفا آثـار

كم درسوا من صبية كـم فرجوا من كربة كم خرجوا من قارى

عنهم خذوا بهم اقتدوا كي تهتدوا كونوا لهم من خيرة الأنصار

وبالرغم من مضايقات الاحتلال الفرنسي إلا أن الشيخ صمم على بلوغ أهدافه وتنوير الشعب وإبراز حقائق والاستعمار والدعوة إل التمسك بالدين الحنيف والمبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد الأصيلة، و محاربة كل من يدعو إلى التفرقة والاندماج، وفي هذا ما فيه من الجهاد والكفاح.
أقبلت الثورة التحريرية المظفرة فانبرى الشيخ يدعو إلى نصرتها وينافح عنها وهو الخطيب المفوه، ونصبته الثورة قاضيا ومفتيا لترجع إليه في ما استشكل عليها من الأمور، ويقضي بين المسلمين وفق الشريعة الإسلامية. كما شارك أبناؤه في الكفاح المسلح مثل الشيخ أحمد رحمه الله والشيخ بلقاسم حفظه الله.
بعد الاستقلال انتقل الشيخ إلى مدينة عين وسارة بطلب من أهلها، ليعلمهم أمور دينهم ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم، وجعلها دار إقامة واستقرار وميدان تربية وتعليم، وقد أحاطت به جماعة من أخيارها ووجهائها وانتظمت حلقتهم العلمية وسعد الشيخ بهذه الأخوة والمحبة الخالصة لوجه الله.
لما ضاقت مكتبته بقصاده من طلبة العلم والمستفتين والمحبين، سخَّر أحد المحسنين قاعة كبيرة واسعة الأرجاء قريبة من سكن الشيخ، فأضحت منتدى علمي تعقد فيه مجالس العلم وحلقات القرآن والذكر والدعاء.
في هذه الفترة (فترة إقامته بعين وسارة) زار بيت الله الحرام مرتين حاجا، وكان يقضي شهور الصيف بمدينة الجلفة، حيث يستقبله أهلها ويقضي معهم فترة الصيف في تدارس علم وبحث في أمور فقهية واستفتاء عن مسائل لم يجدوا لها جوابا.
تخرج على يديه عدد لا يحصى من الطلبة، على مدى أكثر من نصف قرن من التدريس، لعلَّ أبرزهم الشيخ عبد الحفيظ القاسمي مؤسس مدرسة النجاح بالبيرين، والشيخ معمر حاشي إمام الجلفة والشيخ أحمد القاسمي وغيرهم كثيرون.

له من المؤلفات:

ـ شرح الصدر بإعراب آي القطر: جمع فيه ما استشهد به بن هشام الأنصاري من الآيات والأحاديث في متن القطر وشرحها شرحا مختصرا، فأعط كل شاهد ما يستحقه من معنى وإعراب.

ـ فهرست موضوعات ومصادر ومراجع اليواقيت الثمينة في الأشباه والنظائر لعبد الواحد السجلماسي.

ـ كما قام بتحقيق كتاب " الكواكب العرفانية والإشراقات الأنسية في شرح القدسية " للحسين الورتيلاني، وهو من أجل كتب التصوف بالجزائر.

ـ كتب عددا من الرسائل مثل رسالة في مناسك الحج، رسالة التقوى، رسالة في استعمال جلود الميتة، رسالة في الزكاة.

ـ أعد ترجمة للشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي، أضاف فيها الشيء الكثير عما تضمنه الزهر الباسم.

ـ كما ترك عددا كبيرا من الفتاوى يفوق الخمسمائة فتوى.

صفاتـه:

كان رحمه الله ربع القامة، أبيض البشرة، رقيق العود، خفيف اللحية أبيضها، مرتفع الجبين، واضح القسمات، أشم الأنف، تلوح من عينييه مخايل الذكاء والفطنة، شامخ الرأس دوما، خافت الصوت، يمشي الهوينا، يستعمل العصا أحيانا، طيب الرائحة، يتايمن في أموره كلها، قد زاده الشيب هيبة ووقارا، متشبثا بلباسه الوطني الأصيل الأبيض المحبب إليه، سخي اليد طاهرها، عف اللسان، لايستفزه غضب إلا في الله، لا يداهن في الحق ولا يماليء.

توفي ليلة 21 رمضان 1404 هـ الموافق ل 21 جوان 1984م بمدينة البليدة بعد مرض ألزمه الفراش مدة طويلة، ودفن بمسقط رأسه الهامل في يوم مشهود وشيعه جمع غفير في موكب مهيب غشيه حزن وأسى على فقد علم بارز من أعلام الجزائر وأبَّـنه غير


محمد المأمون القاسمي الحسني شيخ زاوية الهامل الحالي أطال الله عمره

تكملة الموضوع

عائلة ابن عزوز الإدريسية

إنها عائلة دينية صوفية عريقة من سلالة النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم. أصلها من مكة المكرمة من قبيلة آل عزوز
و هذا فخر لها لا يدعو إلى تكبر ، لأنّ الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه يقول: خلق الإنسان من صلصال كالفخار. وقوله سبحانه و تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " . و قال صلى الله عليه و اله و سلم كلكم من آدم و آدم من تراب. و كذالك قوله صلى الله عليه و اله و سلم " ان الناس سواسيه متساوون كاسنان المشط ".
لعلّ هناك الكثير من الناس لا يعلمون ان لهذه العائلة تاريخاً عريقاً ليس في الفكر والأدب والدعوة والفقه فحسب بل في مقاومة الإحتلال الفرنسي و كانت حركة الطريقة الرحمانية العزوزية من أكبر حركات المقاومة الجزائرية التي هددت المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر و تونس
لقد وفقهم الله في نشر الوعظ و الإرشاد ونشر الحرف العربي عبر التراب الجزائري و التونسي ، فلم يشهروا سيفا ولم يجادلوا بالباطل ، بل تسلحوا بعرى الأيمان وقدموا علما يسمى بالتصوف فصدقوا مع الله ربهم فسخر الله لهم قلوب العباد بالصبر واليقين
كانت العزة لدعاة الإسلام من عائلة بن عزوز وعلى رأسهم الشيخ محمدبن عزوز من البرج و الشيخ مصطفى مؤسس زاوية نفطة بتونس و كانت هذه الزاوية قبلة المجاهدين و المناظلين
إلا أن كثيرًا من الطرق قد انحرفت بعد وفاة مشائخها عن الخط العام الذي رسمه مؤسسوها الأوائل
العلامة محمد المكي بن عزوز
كان الشيخ التونسي محمد المكي بن عزوز "رحمه الله" - الذي يقول عنه الكتاني في فهرس الفهارس 3/856 : " كان مُسند أفريقية ونادرتها ، لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناء منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم
هو الإمام العلاّمة المحدث المقري الفلكي الفرضي الصوفي المسند الشهير الشيخ أبو عبد الله سيدي محمد المكي بن ولي الله سيدي مصطفى بن العارف الكبير أبي عبد الله محمد بن عزوز البرجي النفطي مولداً التونسي تعلماً القسطنطيني هجرة ومدفناً، ولد في حدود سنة 1270، وسماه بالمكي عمه الشيخ محمد المدني بن عزوز وكنّاه بأبي طالب تيمناً بأبي طالب المكي صاحب القوت (2) وقرأ بتونس وتصدر للتدريس بها، وولي الإفتاء ببلد سكناه نفطة عام 1297 وهو ابن 26 سنة ثم قضاءها، ثم انتقل إلى السكنى بتونس سنة 1309، وفي سنة 13 انقل إلى الآستانة فبقي بها إلى أن مات بها على وظيفة معلم الحديث الشريف بدار الفنون ومدرسة الواعظين.
هذا الرجل كان مسند أفريقية ونادرتها، لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناءاً منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم والاطلاع على الخبايا والغرائب من الفنون والكتب والرحلة الواسعة وكثرة الشيوخ، إلى طيب منبت وكريم أرومة وكان كثير التهافت على جمع الفهارس وتملكها حتى حدثني بزاوية الهامل الشمس محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري الضرير عنه أنه اشترى ثبتَ السقّاط وهو في نحو الكراسين بأربعين ريالاً، وهذا بذلٌ عجيبٌ بالنسبة لحاله، وأعجب ما كان فيه الهيام بالأثر والدعاء إلى السنّة مع كونه كان شيخ طريقة ومن المطالعين على الأفكار العصرية، وهذه نادرة النوادر في زماننا هذا الذي كثر فيه الإفراط والتفريط، وقلَّ من يسلك فيه طريقَ الوسط والأخذ من كل شيء بأحسنه، عاملاً على قوله تعالى (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) وكانت وفاته رحمه الله
__________
(1) انظر بروكلمان، التكملة 888:2 وإيضاح المكنون 60:1 والزركلي 330:7 (وفيه اعتماد على فهرس الفهارس).
(2) يعني كتاب " قوت القلوب " .
بالقسطنطينية العظمى سنة 1334، ورثاه جماعة من أدباء القطرين الجزائر وتونس بيدي بعضها.
حلاه شيخ الإسلام بمكة الشهاب دحلان في إجازته له بقوله: " قد اشتهر في الأقطار بلا شكّ ولا مين، ولا سيما في الحرمين الشريفين، بالعلم والحلم نخبة العلماء الأعيان، وخلاصة الأعيان من ذوي العرفان، سراج أفريقية، بل بدر تلك الأصقاع الغربية، الأستاذ الكامل، جامع ما تفرق من الفضائل والفواضل " الخ. وهذه الحلاة نادرة من مثل الشيخ دحلان، يعلم ذلك من تتبع حلاه في إجازته لأهل المشرق والمغرب وهي كثيرة.
وقال فيه عالم الطائف العلاّمة عبد الحفيظ القاري أثناء سؤال قدمه له:
من نرتجي للدينِ يكشفُ غُمّةً ... عمّتْ على الإسلام بالإغماءِ
غير ابن عزّوز إماماً للهدى ... بالحقّ يُفتي لا بأخذ رشاء
من مغربٍ في مشرقٍ يبدي السنا ... في المطلعين له ضياً كذُكاء
إن كان فينا قائمٌ فهو الذي ... بالعلم يرقى ذروة الجوزاء.
شيوخ المترجم يقرب عددهم من الثمانين، وهذه أسماء مجيزيه، منهم: 1 مجيزنا مسند الجزائر أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى وأخذ عنه أيضاً 2 السيد شيخ بن محمد بن حسين الحبشي الحضرمي، 3 شيخ الإسلام حميدة بن الخوجة التونسي، 4 العمعمر يونس وهبي أفندي قاضي العسكر التركي بالآستانة، 5 مجيزنا المعمر محمد فرهاد المدرس بها أيضاً، 6 محمد بن دلال اليمني الصنعاني، 7 المعمر أحمد أمين النويني الحسيني الشرواني، 8 أحمد دحلان، واستجازه أيضاً مكاتبة عام 1301، 9 بكري بن حامد العطار الدمشقي مكاتبة .

كان "رحمه الله" في بداية شبابه - أيام عيشه بتونس زمن الدولة العثمانية ، , وقد ألف - حينها - عدة كتب ، منها كتابه " السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني " يرد فيه على من أنكر كرامات الشيخ الشهير عبد القادر الجيلاني وما نُسب إليه من خرافات ـ هو بريء م
نها بإذن الله.
تكملة الموضوع

عبد الرحمن الجشطولي



الشيخ شمس الدين محمد بن سالم الحفني ( ت 1190 هـ 1767 م ) وهو أحد أهم أعلام الصوفية في مصر إذا يعتبر من أهم رجال الطريقة الخلوتية، وعلى رغم كثرة من تناول سيرته من إخواننا المشارقة في مصر فإن أحداً منهم لم يشر إلى أثره في الجزائر فهو من أصول جزائرية.
وهذا الأثر الصوفي المهم كان عن طريق الشيخ عبد الرحمن الجشطولي مؤسس الطريقة الرحمانية , إحدى فروع الطريقة الخلوتية في المغرب العربي , وُلد الشيخ عبد الرحمن الجشطولي , الجرجري , في بلدة أيت إسماعيل ببلاد القبائل الكبرى بالجمهورية العربية الجزائرية , سنة 1130 هـ , وتلقى تعليمه في زاوية الشيخ صديق في بلدة أيت براثن , ثم ارتحل إلى مدينة الجزائر العاصمة . وفي سنة 1146 هـ خرج قاصداً بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج في رحلة طويلة جداً استغرقت سبعةً وثلاثين سنةً متصلةً ابتدأها بتوقّفٍ في العاصمة المصرية القاهرة لمدةٍ غير قصيرةٍ اجتمع خلالها بالشيخ محمد بن سالم الحفني وصحبه وتربىّ على يديه وأخذ عنه الطريقة الخلوتية , ومن القاهرة إلى الديار المقدسة حيث أدى فريضة الحج وجاور لمدةٍ وأعطى الطريقةً الخلوتيةً لمن شاء الله لهم ذلك , وواصل توغله في القارة الآسيوية ناشراً للطريقة مُعلماً ناصحاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر حتى بلغ الهند مروراً بإستانبول .
ورجع بعد الجهاد الطويل المكلل بالإخلاص والتوفيق في الدعوة إلى الله تعالى إلى بلده الجزائر, حيث نشر الطريقة الخلوتية التي سميت منذ أول يوم ابتدأ في نشرها فيه في الجزائر باسم الطريقة الرحمانية , ولإقبال الناس عليه وتحلقهم حوله وائتمارهم بأمره وانتهائهم بنهيه خاف الوالي التركي منه , فدبّر له مع شرذمةٍ من علماء السوء الذين لا يخلو منهم بلاط الحاكم عادةً , مؤامرةً تمثلت في إصدار فتوى فقهية ضد طريقته ولكن نور الله لا تذهبه نفخات الحاقدين والمرضى فقد انتشرت الطريقة الرحمانية في بلاد القبائل الكبرى والصغرى أيضاً وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن خلفُ لا يحصون وبلغت الطريقة أوسع انتشارها وأسس في بلدة جرجرة بشمال الجزائر زاويةً كبيرةً اعتُبرت هي زاوية الطريقة الرحمانية الأم ومنها انتشرت هذه الطريقة المباركة في دول المغرب العربي حيث أسست لها الزوايا الكبرى بعد وفاة شيخها في قسنطينة , ونفطة في تونس وإطرابلس بليبيا .
واستمر مدد الله سبحانه , وسارت هذه الطريقة على أكمل وجه وأتمه حتى انتقل الشيخ عبد الرحمن إلى جوار الرحمن في سنة 1208 هـ الموافق 1793 م ودُفن في بلدة أيت إسماعيل بالجزائر .
واشتهر بعد موته بلقب ( بوقبرين ) وسبب هذا اللقب أن الأتراك خافوا تكاثر المريدين والقبائل حول ضريحه فنقلوا جثمانه إلى العاصمة الجزائر وأودعوه قبراً هناك ليكون الزائر له تحت سمعهم وبصرهم , فنبش رجال القبائل قبره في إيت إسماعيل فوجد كأنه دفن اليوم , فلقب بهذا اللقب .
ومن أبرز رجال الطريقة الرحمانية الشيخ محمد أمزيان الحداد شيخ زاوية صدوق الرحمانية , قائد الجهاد في شرق الجزائر سنة 1871 م ضد فرنسا وقد عمدت فرنسا على إثر انخراط كل مريدي الطريقة الرحمانية الذين قُدر عددهم بمائة ألف في حركة الجهاد واشتباكهم مع جند الإحتلال في معارك ضارية إلى إغلاق زاويتهم الرئيسة في جرجرة ثم استطاعت القبض على الشيخ الحداد وابن الشيخ عبد الرحمن الجشطولي المجاهد الكبير الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الجشطولي حتى سنة 1875 م حيث استطاعت القوات الفرنسية تسجيل انتصارٍ عسكريًّ ساحقٍ عليهم .
تكملة الموضوع

الشيخ محمد خضر حسين الجزائري

الشيخ محمد خضر حسين الجزائري 1293 هــ -1377 هـ
يحـفـل تـاريخـنـا الإسـلامـي في الـقـديم والحـديـث بـنـمـاذج مشرفة للعلماء الذين ضربوا المثل الأعلى في الفضل والعلم والجهاد ، وكثير من هؤلاء مغمورون ، وقليل من الناس من يعرفهم .وسـأحـاول في هـذه الـمـقـالـة عرض حياة علم من هؤلاء العلماء الأعلام، وسترى فيه أخي القارئ ، نموذجاً للصبر على العلم والتحصيل والتبليغ والجهاد والمواقف الجريئة . فما أحوجنا لأمثاله من العلماء العاملين الذين هم بحق ورثة الأنبياء .هـو: محمد الخضر حسين الذي ينتسب إلى أسرة عريقة في العلم والشرف، حيث تعود أسـرتـه إلى البيت العمري في بلدة (طولقة) جنوب الجزائر، وقد رحل والده إلى (نفطة) من بلاد الجريد بتونس بصحبة صهره (مصطفى بن عزوز)
من أفاضل علماء تونس، وخاله (محمد المكي) من كـبـار الـعـلـماء وكان موضع الإجلال في الخلافة العثمانية .وسنتتبع حياة عالمنا في مراحل ثلاثالأولى : في تونس: حيث ولد الشيخ بنفطة عام 1293 ، وعلى أرضها درج ونشأ ، وهو - كأي عالم مسلم - تبدأ حياته في أجواء البيت المسلم ، والأسرة المسلمة ، ثم أخذ العلم في نفطة وكان لا يتعدى مبادئ علوم الدين ووسائلها ، وقد ذكر أن والدته قد لقنته مع إخوانه (الكفراوي) في النحو و (السفطي) في الفقه المالكي ، وفي عام 1306 انتقل مع أسرته إلى العاصمة ، فتعلم بالابتدائي ، وحفظ القرآن مما خوله الانتظام بجامع الزيتونة فجد واجتهد وثابر على مواصلة العلم ، حتى صار مثار إعجاب أساتذته وعارفيه ، حيث درس على أستاذه (سالم أبو حاجب) صحيح البخاري ، وعنه أخذ ميوله الإصلاحية وأخذ التفسير عن أستاذيه (عمر بن الشيخ) و (محمد النجار) ، وفي عام 1316 نال شهادة (التطويع) التي تخول حاملها إلقاء الدروس في الزيتونة تطوعاً وكانت هذه الطريقة درباً للظفر بالمناصب العلمية وميداناً للخبرة والتدريب على مهنة التعليم ، فعظمت مكانته في نفوس زملائه ، وذاع صيته في البلاد حتى صار من قادة الفكر وذوي النفوذ ، وأعجب به طلبة الزيتونة وكانت الحركة الفكرية هناك في حاجة لإبراز نشرة دورية تنطق بلسانها ، ولم يكن يوجد آنذاك بتونس سوى الصحف . فقام بإنشاء مجلته (السعادة العظمى) فنالت إعجاب العلماء والأدباء وساء بعضهم صدورها لما اتسمت به من نزعة الحرية في النقد واحترام التفكير السليم ، ولتأييدها فتح باب الاجتهاد حيث قال الشيخ عنه في مقدمة العدد الأول :(.. إن دعوى أن باب الاجتهاد قد أغلق دعوى لا تسمع إلا إذا أيدها دليل يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد) .وكان منهج المجلة كما جاء في المقدمة أيضاً يتمثل في : 1- افتتاحية لكل عدد تحث على المحافظة على مجدنا وتاريخنا .2- تعرض لعيون المباحث العلمية . 3- ما يكون مرقاة لصناعة الشعر والنثر .4- الأخلاق كيف تنحرف وبم تستقيم .5- الأسئلة والمقترحات .6- الخاتمة ومسائل شتى .وهكذا صدرت هذه المجلة فملأت فراغاً كبيراً في ميدان الثقافة الإسلامية وتسابق العلماء والكتاب للمشاركة فيها حتى أغلقها المستعمر الفرنسي حينما تعرض لهجومها عام 1322 هـ أي بعد مضي عام واحد فقط على صدورها ، فاتجهت إلى الشيخ الجمعيات الرسمية وغيرها للاشتراك في أعمالها ، ثم تولى قضاء (بنزرت) عام 1323 مع الخطابة والتدريس بجامعها ، وحدثت اشتباكات بين المواطنين والمستعمر ، فتطور الأمر ، وأعلنت الأحكام العرفية وعطلت الصحف ، وسجن أو نفي معظم ذوي الشأن من القادة والمفكرين فأصبحت كل حركة تبدو من الطلاب محمولة عليه . فنظر إليه المسؤولون شذراً ، خصوصاً بعد إضراب الطلاب عن التعليم. وفي هذا الجو المكهرب والمحبوك بالمؤامرات دفع به الضيق إلى طلب حياته الفكرية والعملية في خارج تونس ، خصوصاً وأنه من أنصار (الجامعة الإسلامية) الذين يؤمنون بخدمة الإسلام خدمة لا تضيق بها حدود الأوطان .فـقـام بـعـدة سـفـرات متوالية بادئاً بالجزائر عام 1327 لإلقاء المحاضرات والدروس فلقي ترحيباً من علمائها ، وكانت هذه الرحلة بداية جديدة شرع بعدها في إعداد نفسه وأفكاره الإصلاحية . ثم عاد إلى تونس لمزاولة التدريس . واشترك في مناظرة للتدريس من الدرجة الأولى ، فحرم من النجاح فحز ذلك في نفسه لسيطرة روح المحاباة على الحياة العلمية في بلده . وفي عام 1329 وجهت إليه تهمة بث العداء للغرب ، ولاسيما فرنسا ، فيمم وجهه صوب الشرق ، وزار كثيراً من بلدانه ، وزار خاله في الآستانة ولعل هذه الرحلة لاكتشاف أي محل منها يلقي فيه عصا الترحال . ثم عاد لتونس فلم يطب له المقام والمستعمر من ورائه.المرحلة الثانية : عدم الاستقراروصل دمشق عام 1330 مع أسرته ومن ضمنها أخواه العالمان المكي وزين العابدين ، فعين الشيخ (محمد الخضر حسين) مدرساً بالمدرسة السلطانية ، وألقى في جامع بني أمية دروساً قدّره العلماء عليها، وتوثقت بينه وبين علماء الشام الصلة وبخاصة الشيخ البيطار، والشيخ القاسمي ، ولما كانت آنذاك سكة الحديد الحجازية سالكة إلى المدينة المنورة زار المسجد النبوي عام 1331 وله في هذه الرحلة قصيدة مطلعها : أحييك والآماق ترسل مدمعاً كأني أحدو بالسلام مودعاًوفي هـذه الفـتـرة شـده الحـنـيـن إلى تـونـس الخـضـراء، فزارها وله في ديوانه ذكريات في الصفحات 26 ، 134 . وكـان الشـيـخ دائـمـاً ما يـدعـو للإخاء بـين العرب وإخوانهم الأتراك حينما بدأت النعرة القومية تفرقهم. وقد ذهب إلى الآستانة، ولـقـي وزيـر الحربية (أنور باشا) فاختير محرراً للقلم العربي هناك فعرف دخيلة الدولة، فأصيب بخيبة أمل للواقع المؤلم الذي لمسه ورآه رؤيا العين، فنجد روحه الكبيرة تتمزق وهي ترى دولة الخلافة تحتضر وقال في قصيدة (بكاء على مجد ضائع) : أدمـى فـؤادي أن أرى الـ أقـلام تـرسـف في قـيـود وأرى ســيــاسـة أمــتــي في قبضة الخصم العـنـيدوفي عام 1333 هـ أرسله (أنور باشا) إلى برلين في مهمة رسمية ، ولعلها للمشاركة في بث الدعاية في صفوف المغاربة والتونسيين داخل الجيش الفرنسي والأسرى في ألمانيا لحملهم على النضال ضد فرنسا ، أو التطوع في الحركات الجهادية . وظل هناك تسعة أشهر أتقن فيها اللغة الألمانية وقام بمهمته أحسن قيام ، وقد نقل لنا من رحلته هذه نماذج طيبة مما يحسن اقتباسه ، لما فيه من الحث على العلم والجد والسمو . نجدها مفرقة في كتبه ففي كتاب (الهداية الإسلامية) ص 155 ، 164 ، 175 ، وفي كتابه (دراسات في الشريعة) ص 135 ، ولما عاد للآستانة وجد خاله قد مات فضاقت به البلد ، وعاد إلى دمشق ، فاعتقله (جمال باشا) عام 1334 بتهمة علمه بالحركات السرية المعادية للأتراك ، ومكث في السجن سنة وأربعة أشهر برئت بعدها ساحته ، وأطلق سراحه فعاد للآستانة فأرسل في مهمة أخرى لألمانيا . ثم عاد إلى دمشق ، وتولى التدريس بثلاثة معاهد هي : (المدرسة السلطانية - المدرسة العسكرية - المدرسة العثمانية) ثم نزح عن دمشق التي أحبها حينما أصدر ضده حكم غيابي بالإعدام - لما قام به ضد فرنسا من نشاطات في رحلاته لأوربا - وذلك بعد دخول المستعمر الفرنسي إلى سورية، وكان أمله أن يعود إلى تونس، ولكن إرادة الله شاءت أن تكون مصر هي مطافه الأخير ، وبهذا تتم المرحلة الثانية .المرحلة الثالثة : مصروقد وصلها عام 1339 فوجد بها صفوة من أصدقائه الذين تعرف عليهم بدمشق ومنهم: (محب الدين الخطيب) ونظراً لمكانته العلمية والأدبية اشتغل بالكتابة والتحرير ، وكان العلامة (أحمد تيمور) من أول من قدر الشيخ في علمه وأدبه . فساعده وتوطدت العلاقة بينهما. ثم كسبته دار الكتب المصرية . مع نشاطه في الدروس والمحاضرات وقدم للأزهر ممتحناً أمام لجنة من العلماء اكتشفت آفاق علمه ، فاعجبت به أيما إعجاب فنال على أثر ذلك (العالمية) فأصبح من كبار الأساتذة في كلية (أصول الدين والتخصص) لاثنتي عشرة سنة ، وفي عام 1344 أصدر كتاب (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) رد فيه على الشيخ (علي عبد الرزاق) فيما افتراه على الإسلام من دعوته المشبوهة للفصل بين الدين والدولة ، وفي عام 1345 أصدر كتابه (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) رداً على طه حسين فيما زعمه في قضية انتحال الشعر الجاهلي وما ضمنه من افتراءات ضد القرآن الكريم . وفي عام 1346 هـ شارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وفي السنة نفـسـهـا أسـس جمعية (الهداية الإسلامية) والتي كانت تهدف للقيام بما يرشد إليه الدين الحنيف من علم نافع وأدب رفيع مع السعي للتعارف بين المسلمين ونشر حقائق الإسـلام ومـقـاومـة مـفـتـريات خصومه، وصدر عنها مجلة باسمها هي لسان حالها، وفي عـام 1349 هـ صـدرت مـجـلة (نور الإسلام - الأزهر حالياً) وتولى رئاسة تحريرها فترة طويلة . وفي عام 1351 منح الجنـسـية المصرية ثـم صـار عـضـواً بالمجمع اللغوي . ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (لواء الإسلام) مدة . وفي عام 1370 تـقـدم بطـلـب عضوية جمعية كبار العلماء فنالها ببحثه (القياس في اللغة) وفي 21/12/1371 هـ تـولـى مـشـيـخـة الأزهـر وفـي ذهـنـه رسالة طالما تمنى قيام الأزهر بها، وتحمل هذا العبء بصبر وجد وفي عهده أرسل وعاظ من الأزهر إلى السودان ولاسيما جنوبه، وكان يـصـدر رأي الإسـلام في المواقـف الحاسـمـة، وعمل على اتصال الأزهر بالمجتمع واستمر على هذا المنوال، ولما لـم يـكـن للأزهـر مـا أراد أبـى إلا الاستقالة .ولابد من ختم هذا المقالة بذكر بعض من المواقف الجريئة التي تدل على شجاعته ، وأنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم شأنه شأن غيره من علماء السلف الذين صدعوا بالحق في وجه الطغيان في كل زمان ومكان . 1- حينما كان في تونس لم تمنعه وظيفته من القيام بواجبه في الدعوة والإصلاح بالرغم من أن الاستعمار ينيخ بكلكله على البلاد ، فقد ألقى في نادي (قدماء مدرسة الصادقية) عام 1324 محاضرته (الحرية في الإسلام) والتي قال فيها :(إن الأمة التي بليت بأفراد متوحشة تجوس خلالها ، أو حكومة جائرة تسوقها بسوط الاستبداد هي الأمة التي نصفها بصفة الاستعباد وننفي عنها لقب الحرية) .ثم بيّن حقيقتي الشورى والمساواة ، ثم تحدث عن حق الناس في حفظ الأموال والأعراض والدماء والدين وخطاب الأمراء . ثم بيّن الآثار السيئة للاستبداد وهذه المحاضرة من دراساته التي تدل على شجاعته وعلى نزعته المبكرة للحرية المسؤولة وفهمه لمنهج الإسلام فهماً راقياً سليماً .2- وفي عام 1326 عرضت عليه السلطة المستعمرة الاشتراك في المحكمة المختلطة الـتـي يكون أحد طرفيها أجنبياً . فرفض أن يكون قاضياً أو مستشاراً في ظل الاستعمار . ولخدمة مصالحه وتحت إمرة قانون لا يحكم بما أنزل الله .3- ولا أزال أذكر ما قصه علينا أستاذ أزهري كان آنذاك طالباً في أصول الدين إبان رئاسة الشيخ للأزهر ، حين دعا أحد أعضاء مجلس الثورة إلى مساواة الجنسين في الميراث ، ولما علم الشيخ بذلك اتصل بهم وأنذرهم إن لم يتراجعوا عن ما قيل فإنه سيلبس كفنه ويستنفر الشعب لزلزلة الحكومة لاعتدائها على حكم من أحكام الله ، فكان له ما أراد .أواخر حياتهواستمر الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- في أواخر حياته يلقي المحاضرات ويمد المجلات والصحف بمقالاته ودراساته الـقـيمة، بالرغم مما اعتراه من كبر السن والحاجة إلى الراحة وهذا ليس غريباً عمن عرفنا مشوار حياته المليء بالجد والاجتهاد والجهاد .وكان أمله أن يرى الأمة متحدة ومتضامنة لتكون كما أراد الله خير أمة أخرجت للناس، وحسبه أنه قدم الكثير مما لانجده عند الكثير من علماء هذا الزمان .وفي عام 1377 هـ انتقل إلي رحاب الله ، ودفن في مقبرة أصدقائه آل تيمور جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء ، ورحمه رحمة واسعة ، وعفا الله عنا وعنه ..........................

تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |